لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ..... وبعد :
فهذا الموضوع الرابع من هذه السلسلة ، ومن أراد المواضيع السابقة فسيجدها على هذا الرابط : حول موضوع ( معنى الأمية المتصف بها الرسول عليه الصلاة و السلام ) ( الرد 3 )
وموضوع هذا الرد هو بحثاً انتشر كسابقيه انتشر في المنتديات ، مع مافيه من أخطأ ، ولكنه اُستقبل بالإعجاب ، والتشجيع في كل منتدى يدخله ! وسأبين بمشيئة الله أخطاء هذا البحث .
وقد زعم الباحث في هذا البحث أن ذو القرنين هو نفسه النبي سليمان عليه السلام ! وألغى أن يكون هناك رجل صالح لقبه ( ذو القرنين ) غير سليمان عليه السلام .
وأنا هنا لن أتعرض للتسلسل التأريخي ، لأن هذا الكاتب ، والمتع***ن له من النقلة الجهال يدعون أنهم لا يأخذون إلا بالقرآن أو بصحيح السنة ، وهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عنهما .
أسأل الله العون والتوفيق ....... فبه أستعين :
قال : ( اليهود يسألون رسول الله عليه الصلاة والسلام, عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، فلا يجيب عليه الصلاة والسلام حتى ينزل وحي "الكتاب" بـ {ويسألونك عن ذي القرنين}!, ولكن اليهود لم يذكروا "ذا القرنين"، بل "الكتاب" هو الذي يذكر "ذا القرنين".
فمن "ذو القرنين"؟.. اذ لا يستوي أن يجاب عن مجهول بمجهول، إلا أن يكون ذو القرنين "عَلَما" ولو بدا مجهولاً لوهلتها، أقلها عن المتلقي الأول، رسول الله عليه الصلاة والسلام. )
على فرض صحة القصة أقول : بالطبع اليهود لن يسألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن ( ذو القرنين ) لأنهم يريدوا أن يختبروه ويعلموا صدق نبوته .... فمن الحمق أن يسألوه ماذا تعرف عن ( ذو القرنين ) ؟ لأنهم إن فعلوا هذا سيكون بإمكانه ( في نظرهم ) سؤال أي أحد عن ( ذو القرنين ) ، فهم أرادوا تعجيزه لمعرفة صدق خبره .
فمن المناسب ومن الطبيعي أن يسألوه عن رجل .... وينتظروا منه أن يعطيهم خبره ... فكانت المفاجأة أنه أتى بخبره .
وقوله : ( اذ لا يستوي أن يجاب عن مجهول بمجهول، إلا أن يكون ذو القرنين "عَلَما" ولو بدا مجهولاً لوهلتها، أقلها عن المتلقي الأول، رسول الله عليه الصلاة والسلام. )
وهل ( ذو القرنين ) مجهول حتى يقول : لا يستوي أن يجاب عن مجهول بمجهول ؟!
ثم أنه في بحثه هذا يقول أن اليهود لا يعلمون أن ( ذو القرنين ) هو سليمان عليه السلام ..فقد قال : ( وكأنه كان مستخفياً بهذا "الاسم الحركي" عن كثير ممن حوله ومن قومه من بني إسرائيل، وهذا ما يرد سؤال من يسأل، كيف لم يعرف أهل الكتاب أو كيف لم نسمع منهم عن "سليمان ذي القرنين"؟، فلعله بهذا استخفى عنهم )
وهذا ينقض قوله هذا ... لأنه في هذه الحالة يُعتبر أجابهم بمجهول عن مجهول على حسب قوله !
فهم سألوه عن رجل ... فقال لهم : هو ذو القرنين .... إذاً من هو ذو القرنين وهم لا يعلمون أنه هو سليمان ؟ فيكون أجابهم بمجهول عن مجهول .
( ذو القرنين ) يعتبر علماً عند اليهود فهم سألوه عن رجل معلوم لديهم وليس مجهولاً ... وهو بلقبه هذا يعتبر علماً حتى عند المسلمين .
وقوله : ( ولو بدا مجهولاً لوهلتها، أقلها عن المتلقي الأول، رسول الله عليه الصلاة والسلام. )
لا أدري ماذا يقصد بهذا .... هل يقصد أن النبي عليه السلام لم يعلم عن حقيقة ذو القرنين وأنه هو سليمان عليه السلام !
إن كان يقصد هذا .... فهذا يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتدبر القرآن الكريم على حسب بحثه .
أما إن قال أن النبي عليه الصلاة والسلام علم بهذا فأخفاه ... نقول له : أعطنا دليلك !
لنا لقاء بمشيئة الله .